يبدأ مشكل التاريخ عند ابن خلدون من نقد جذري للخطاب التاريخي التقليدي، ولكنه ينطلق أيضاً من اهتمام بموقعه الشخصي من التاريخ. إن هذا هو مغزى النقد الخلدوني الذي اتجه إلى أسس علم التاريخ العربي... ومنهجه الأصلي، أي الإسناد الذي قلم عليه التأريخ العربي الأول... الذي به تعرف الفترة-المثال في الذاكرة العربية الإسلامية.
إن ابن خلدون يرفع مفهوم التاريخ إلى مستوى إنتاج التاريخ، لا سيما تنظير التاريخ العربي ظلّ متخلفاً عن مستوى إنتاجه. وبنقده لمنهج الإسناد قام بنقد التقليد، وبرد علم التاريخ إلى قوانين التاريخ والمجتمع (طبائع العمران)، أي أنه وضع حداً لاستنساخ لا ينتهي لأنماط السرد والخبر، وقرب الهوّة بين "التاريخ" و"الخطاب عن التاريخ".