إن رسالة ابن أبي زيد القيرواني للشيخ الإمام الفقيه أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني الملقب بمالك الصغير ، من أشهر وأنفس ذخائر التراث المالكي، بل المصدر الثالث في المذهب بعد الموطأ والمدونة . و يعتبر هذا النطم الذي وضع عليها للعلامة القلاوي الشنقيطي نظماً سهلاً رائقاً نافعاً . وقد راجع الكتاب و ضبطه الأستاذ مختار بن العربي مؤمن الجزائري ثم الشنقيطي جزاه الله خيراً
كتاب الرسالة لابن أبي زيد القيرواني من أجل ما ألف في الفقه المالكي والتوحيد والآداب، حيث بدأ بالتوحيد وهو الفقه الأكبر، وثنا بالصلاة والزكاة والصوم والحج وجميع أبواب الفقه، ثم ثلث بالآداب وهو ما تحسن به هيئة العبد بينه وبين ربه، وهو كتاب نفيس اعتنى به الناس اعتناء عجيبا حتى أنه كتب مرة بماء الذهب، وأكثروا عليه الشروح والتعليقات إلا أن شدة اعتناء الشناقطة به لم يسبقهم إليه أحد فقرؤه نثرا فصعب على الطلاب فنظمه العلامة النحرير « عبد الله بن الحاج حماه الله القلاوي المالكي (ت1209هـ) » ليسهل على الطلاب سماه: « الباكورة » في ألف وسبع مائة وثمانين بيتا.
ويعتبر « نظم الرسالة المسمى بــ ( الباكورة ) » من أهم الأعمال العلمية التي خدمت الرسالة؛ إذ نظم فيه صاحبه جميع ما جاء في كتاب " الرسالة "، في أوجز عبارة وأدقّ لفظ ، تيسيراً على طلاب العلم في حفظها، وبيانها، واستيعابها.