لـِ ابن منظور
معجم من أهم المعاجم التي عرفتها اللغة العربية على الإطلاق...
يُعتبر "لسان العرب" لمحمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري (ت 711 هـ) واحداً من أهمّ المعجمات التي وُضعت في اللغة العربية، فهو مرجع العلماء والأدباء المعوَّل عليه بين أهل هذا اللسان؛ بل إنّ كُلَّ من ألّف وجمع وصنّف في علم العربية والمعاجم بَعْدَهُ يُعدّ عالةً عليه، حتى إنّ كُلَّ من الف معجماً أو رجع إلى مصدر لغويّ وضعه في صدر مراجعه ولا شكَّ أن أهمية هذا الكتاب تعود إلى مجموعة من المميزات يمكن أن نلخّصها فيما يلي: -ضمّ "لسان العرب" بين دفّتيه خمسة من أهمّ المعاجم العربية السابقة عليه، وهي: "صحاح اللغة" للجوهري، "حواشي ابن برّي" على الصحاح، "تهذيب اللغة" للأزهري، "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير، و"المحكم" لابن سيده.
إضافة إلى كتب أخرى ذكرها المؤلف في صميم الكتاب ناقلاً منها، مثل "كتاب النبات" لأبي حنيفة الدينوري، وكتاب "المنجد في اللغة" لكراع النمل، واستطرادات ومباحث لغوية ونحوية وأدبية مفيدة. -"لسان العرب" ليس كتاب لغة فحسب، بل هو أيضاً كتاب نحو وصرف وفقه وأدب وشرح للحديث الشريف وتفسير للقرآن الكريم. رتّب ابن منظور كتابه ترتيباً متقناً محكماً سهل التناول، متبعاً في ذلك تقسيم الأبواب تقسيماً ألفبائيًّا كما فعل الجوهري في "صحاحه"، ثم قسّم الأبواب إلى فصول مرتبة أيضاً ترتيباً ألفبائيًّا معتمداً في كل ذلك الحرف الأخير من جذر الكلمة الأصلي؛ فمثلاً لفظة "استرهب" تردّها إلى جذرها (ر هـ ب)، وتجدها في فصل الراء من باب الباء. وقد أصبح هذا الترتيب سهل التناول بالنسبة إلى الباحثين والطلاب على حدّ سواء.
-أكثر ابن منظور من الاستشهاد على ما يورده من الألفاظ بالقرآن والحديث والأقوال المأثورة والأشعار والأرجاز التي تُعتبر من المصادر الأساسية للغة العرب؛ ولم تأت استشهاداته المتنوّعة حشواً أو نافلاً بل كانت موضِّحة للمراد المقصود والفائدة المتوخّاة.
-ولا يمكننا في هذه العجالة أن نستقصي جميع مميزات هذه الموسوعة؛ فمن أراد الاطّلاع على المزيد فليس عليه سوى أن يتصفَّح هذا الكتاب ليجد ما يدهشه ويُرضي نهمه إلى العلم.
-إضافة إلى ما ذكرناه من بعض ما تميّز به هذا الكتاب النفيس من المميزات المتعلقة بتصنيفه وتبويبه؛ فإننا نذكر فيما يلي بعض المميزات التي امتازت بها هذه الطبعة.