كتاب البديع
المؤلف: عبد الله بن المعتز
تحقيق: عرفان مطرجي
ناشر الكتاب: دار المسيرة
عدد الصفحات: 173 صفحة
كتاب البديع لـ أبو عبد الله ابن المعتز يعتبر فتحا مبينا في مجال البديع، الذي بين أسسه ابن المعتز وفق منهج علمي دقيق، كما هو مبين من خلال كلام ابن المعتز نفسه: "وما جمع فنون البديع ولا سبقني إليه أحدا"، فقد اعتبر من قبل النقاد درة من درر العرب، حيث عبد الطريق لمن أتوا بعده من خلال إقامة كتابه على منهج نقدي متجسد في الموازنة بين الأمثلة الجيدة والتي دونها، وأيضا على مستوى المضمون.
وقد أكد ابن المعتز في كتاب البديع، أن البديع فن عربي خالص، أصيل ترجع جذوره في التراث العربي القديم إلى القرآن الكريم والحديث النبوي وأشعار العرب القدماء، إضافة إلى أننا نجد كتاب البديع لابن المعتز، يشتمل كذلك على التشبيه والاستعارة وهما من صميم البيان العربي، ويذكر فيه الكناية، لذلك فمن أجل إنصاف كتاب ابن المعتز ينبغي أن نقول أن المؤلف ألف أيضا في البيان حتى نوسع من دائرة الكتاب ونمنحه حقه...
كتاب البديع لابن المعتز جاء مقسما إلى قسمين رئيسيين، كل قسم متفرع إلى مجموعة من الأبواب، أضف إلى ذلك أن له أهمية أخرى تكمن في كونه يشتمل على عدد كبير من الشواهد، التي تعتبر من عيون الشعر العربي، فضلا عن الشواهد من القرآن الكريم وحديث رسول الله، وكلام الصحابة، والأعراب وبلغاء الكُتَّاب.
وقد حاول ابن المعتز في كتاب البديع التأكيد على أن القدماء قد عرفوا فنون البديع... وأن هذه الظاهرة ليست من ابتكار المحدثين، وإنما سبقهم إليها القدماء، لذلك فليس هناك من داع لتوجيه النقد اللاذع للمبدعين المحدثين لأنهم يكتبون فقط انطلاقا من الواقع الذي يحتم عليهم ضرورة تجاوز من سبقهم.